الاثنين، 15 نوفمبر 2010

مفتى الجمهورية يجيز زيارة المقابر فى العيد بغرض الدعاء


وجه فضيلة الدكتور على جمعة - مفتى الجمهورية - رسالة تهنئة إلى جموع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها؛ بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك طالبهم فيها بضرورة مراعاة حقوق الوالدين، وخاصة حقهما فى البر والصلة؛ لأن الله تعالى جعل رضاه فى رضاهما، وكذلك سخطه فى سخطهما، وحتى يعود تنفيذ هذا الاستحقاق بالخير العميم على المجتمع المسلم كله، وننتقل بعد ذلك إلى جهة أخرى من الإنسانية لها حقوق على الإنسان، وهى جهة صلة الأرحام التى تعتبر الركن القوى من أركان العلاقات فى الدين الإسلامى، ومن الخلق الفاضل الذى حث عليه سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم، وعلى لسان نبيه الكريم فى غير ما آية وحديث.موضحًا أنه من ثمرات صلة الرحم الواضحة بين المسلمين قوة المجتمع والثقة بين أفراده، حيث إن المجتمع المتواصل المتواد هو مجتمع قوى يثق فيه أفراده، ولا تأتيه الخيانة أبدًا، ويقف وقفة رجل واحد فى وجه الشر. وأضاف أن صلة الأرحام تتم بأشكال عديدة منها الزيارة، والمعاونة وبذل المال والمساعدة، وقضاء الحوائج، والسلام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلامِ}، وقال فضيلته: إن فى صلة الأرحام فوائد عظيمة وكثيرة من أهمها: ما أشار إليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : {مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ }. كما عدد فقهاء الإسلام فوائد صلة الأرحام لما فيها من إدخال السرور على الأرحام، وزيادة المروءة بين الناس، وزيادة الأجر والثواب بعد الموت؛ لأنهم يدعون له بعد موته كلما ذكروا إحسانه. وأكد مفتى الجمهورية أن عيد الأضحى المبارك الذى يتوج فريضة الحج، كما عيد الفطر المبارك الذى يختم شهر الصوم، إن كلا العيدين جائزة من الله لمن أدى هاتين الفريضتين حق الأداء، فهنيئًا لمن أكرمهم الله بالحج هذا العام، وهنيئًا لهم طوافهم وسعيهم ورجمهم ووقوفهم فى عرفة راجين من الله عودة جميع حجاج بيت الله الحرام بحج مبرور وذنب مغفور سالمين معافين إن شاء الله.ولفت إلى أن هذه الأيام تذكرنا بصور امتثال أبى الأنبياء سيدنا إبراهيم - عليه السلام - إلى الله تعالى، وصبر ابنه سيدنا إسماعيل - عليه السلام - وتحديهما لدسائس إبليس اللعين، كما نستلهم من معاناة وصبر السيدة هاجر بين الصفا والمروة أبلغ الدروس والعبر التى ينبغى أن نستحضرها فى حياتنا لنحظى برضوان الله ومغفرته.وأكد مفتى الجمهورية، أن زيارة المقابر فى الأعياد والمناسبات مشروعة حيث حث النبى - صلى الله عليه وسلم - على زيارتها فقال: (كنتُ نَهَيْتُكُم عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فإنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ). مشددًا على أنه من السُّنَّةِ أن نلتزم بالقيود والشروط دون المبالغة أو الشطط وغيرها من الأفعال التى لم ترد فى الشرع عند زيارة المقابر، وأن تكون الزيارة أساسها الدعاء، وقراءة القرآن، وأنه من الأفضل أن تخرج الصدقات فى هذا اليوم على الفقراء والمساكين الذين يستحقون الصدقة.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق