فقر.. ديون.. اكتئاب ثالوث مرعب يؤدي في النهاية الي الانتحار تلك هي سيناريوهات أي شخص يقدم علي الانتحار بعد انتشار البطالة وارتفاع الاسعار والفقر بعد ان اصبح الانتحار أسهل وسيلة للموت السريع. في صباح يوم السبت الماضي استيقظ الطفل محمد سيد الذي لا يتعدي عامه السابع علي مشهد مأساوي لجثة والده معلقة بمروحة الشقة وملفوف حول رقبته ملاءة سرير، صرخ صرخة عالية استيقظ علي أثرها باقي افراد أسرته. عم سيد محمد »نجار« أنهي حياته للأبد بعد ضاقت به الحياة والمعيشة واصابه الفقر وكثرت عليه الديون وفشل في تدبير نفقات خطوبة ابنته الكبري. داخل شقة صغيرة مكونة من غرفتين ومطبخ وحمام وأثاث متهالك بمنطقة حلوان تقطن أسرة عم سيد مكتوفة الأيدي وسط ديون متراكمة عليهم. ووسط دموع مملوءة بالحسرة والألم قالت زوجته »دعاء«: إن زوجي انتحر وأنهي حياته للأبد بسبب الديون والفقر وعدم قدرته علي الانفاق في الفترة الأخيرة زوجي كان فاتح ورشة »نجارة« أسفل المنزل ويقوم بالعمل فيها ليل نهار لتوفير مصاريف الحياة ولكن استمر زوجي في خسارة امواله داخل الورشة وتراكمت عليه الديون وقام باقتراض مبالغ مالية من بعض الاشخاص لاعادة تشغيل الورشة لكنه فشل وامام تراجع الدخل المادي قمت باخرج أولادي من المدرسة لعدم قدرتها علي الانفاق عليهم، تسكت الأم قليلاً وتدخل في وصلة بكاء حزناً علي زوجها وتقول »أنا معايا 4 أولاد صغار مش عارفة أعمل إيه لا يوجد أي مصدر دخل لي بعد وفاة زوجي..« وعن تفاصيل واقعة انتحا زوجها قالت: يوم السبت الماضي خرجت لشراء بعض الطلبات الخاصة بالمنزل في ساعة مبكرة وتركت زوجي واطفالي داخل الشقة واثناء عودتي للمنزل فوجئت باتصال هاتفي من شقيقي شريف يقول لي »انتي فين قولت له انا في السوق فيه حاجة« قال تعالي بسرعة للمنزل وعقب عودتي وجدت الشرطة والنيابة وعرفت ان زوجي سعيد »انتحر« وقبل الحادث بيومين تمت قراءة الفاتحة علي ابنتي هدية وكان سيد زوجي »شايل الهم« وعايز يعمل فرح كويس وخطوبة لهادير لكن ظروفه المادية حالت دون ذلك وقبل ان يرتكب الحادث الاليم كانت تظهر عليه علامات الحزن والفرح. ويضيف ابنها عبدالرحمن كمال انا شاهدت والدي وهو معلق في سقف الغرفة بالمروحة، وصرخت وقلت له انت بتعمل ايه يابابا »مردش علي« وقمت بايقاظ اشقائي لمعرفة ما جري لوالدي وقمنا بالاستعانة بالجيران لكنه كان قد فارق الحياة. وتلتقط الزوجة المكلومة اطراف الحديث مرة أخري وتقول السبب في اللي حصل ده كله الديون اللي كانت عليه حتي ايجار الشقة لم يتم دفعه لمدة شهرين مما تسبب في أزمة له وتبكي الزوجة بحرقة وتقول اطلب من محافظ حلوان شقة تكون مأوي لي وأسرتي خوفاً من التشرد لعدم مقدرتي علي دفع ايجار الشقة الذي يقدر بـ»300« جنيه شهرياً بالاضافة الي سداد ديون زوجي التي تتجاوز »30« ألف جنيه. وكان المقدم ياسر الشناوي رئيس مباحث حلوان قد تلقي بلاغاً بانتحار المجني عليه وامر هيثم لبن وكيل أول نيابة حلوان بدفن الجثة.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق