الأربعاء، 23 يونيو 2010

عنوسة بنتين من مصر


مشكلة الزواج والعنوسة التي يطرحها فيلم‏(‏ بنتين من مصر‏)‏ بطولة زينة وصبا مبارك واحمد وفيق واياد نصار وطارق لطفي وعمر حسن يوسف وحسام الجندي
بالاضافة الى رامي وحيد ونبيل الهجرسي عن قصة واخراج محمد امين‏ هذه المشكلة المهمة هي قضية كل بيت في مصر‏..‏ ولم تتزامن مع ظهور المظاهرات والاضرابات وغرقي المراكب والهجرة غير الشرعية كما كتبها المخرج محمد امين‏..‏ انما هي تسبق هذه الاحداث بسنوات وبدأت منذ ارتفاع اسعار الشقق وعدم قدرة الشباب أو الاسر علي توفير الشقة‏..‏ وقد ناقشت السينما المصرية هذه القضية من منظور الازمة السكانية‏.‏لكن المشكلة تطورت ولم تصبح البنات فقط هن العوانس بل اصبح الشباب ايضا‏.‏ورغم كل البنات والاولاد الذين نراهم في الشوارع ممسكين بإيدي بعضهم للتعبير عن حالة الحب التي يعيشونها إلا أن مئات الآلاف من البنات لم يمارسوا هذه الطقوس‏..‏ ولم تتعد العلاقات بينهم وبين الشباب عن زمالة الجامعة‏.‏الفيلم يطرح المشاعر التي تعيشها البنات أو لنحدد اكثر بعض البنات فكثير من البنات الناجحات في عملهن يعشن حياة اجتماعية متوازنة ليس الرجل من أهم اهتماماتهم‏.‏وقد ربط المخرج محمد امين كل فشل بطلتي الفيلم زينة الموظفة بمكتبة وصبا مبارك الطبيبة بالمظاهرات والاضرابات‏..‏ وجعل الاحداث تتحول الي ميلودراما ونحس يجعلنا نرجع لمقولة المخرج عايز كده‏.‏فالمهندس الزراعي طارق لطفي الذي تأتنس به صبا مبارك الطبيبة وتقرر الزواج منه يهرب لكي لا يدخل السجن لعدم دفعه اقساط الارض وزينة التي تذهب لطبيبة نفسية لاتجد حلا لمشكلتها عندها فتذهب الي مكاتب الزواج لكنها لاتجد حلا عندهم ايضا رغم تنازلها بين كل فترة وفترة عن الشروط التي وضعتها للعريس المجهول‏!‏والشاب الذي يطلب من شقيقته أن تدعو له الا يرجع الي مصر‏..‏ وهذا الرقم الخيالي‏8‏ الآف جنيه الذي حدده المخرج ليكون اجرا له في بلد عربي‏..‏ وهذا لا يحدث اطلاقا‏.‏محمد امين مخرج متميز‏..‏ لكنه ليس كاتبا متميزا‏..‏ فلا يمكن خلط الامور بهذا الشكل‏..‏ إن مشكلة العنوسة والطلاق الذي يقال انه يحدث كل‏6‏ دقائق مشاكل مهمة جدا‏..‏ إذا اردنا أن ننبه المجتمع الي آثارها الضارة‏..‏ لكن لايمكن ربطها بالمظاهرات أو الاضرابات‏.‏ويبدو أن الحماسة دفعت المخرج أن يكتب كل الاحداث في فيلم واحد فربما لا تأتي فرصة قريبة لفيلم ثان‏.‏لكن البطلتين اجادتا التعبير عن المشاعر التي تفكر فيها البنات وتحلم بها‏..‏ وربما تكون هذه هي الحسنة المقبولة جدا في الفيلم لظهور بطلتين مرة واحد سيكون لهما شأن علي الشاشة الفضية‏.‏واستطاع احمد وفيق ان يقوم بدور الصديق الذي يساند عن طريق الدردشة‏..‏ رغم خطورة هذا الاسلوب فليس كل الناس صالحين‏.‏الفيلم لا يشعرك بالملل‏..‏ لكنك تشعر بالاحباط‏..‏ ولا يشعرك الفيلم بالتميز في القصة لتشعب فروعها عن المشكلة الاصلية‏.‏أما دور إياد نصار وطلبه الغريب من خطيبته التي يريد التأكد من عذريتها قبل الزواج عند الطبيبة ثم بعد ذلك يتراجع لمشكلة نفسية اصابته فهذا نحس غريب ياعزيزي المخرج والاغرب منه هذا الطلب‏.‏أما السؤال الذي اريد أن يوضحه لنا المخرج‏..‏ هل ترك مصر والسفر بعيدا أو الجلوس في المنزل ولطم الخدود وربط أي حدث بالبلد وانها سيئة لدرجة العفونة كما جاء علي لسان احمد وفيق‏..‏ هو الحل في رأيك للمشكلة‏..‏ أم أنه الحل الذي رأيته ليمر الفيلم من شباك التذاكر‏.‏إن كل الدول المتمدينة يخرج اولادها ليتعلموا ويعملوا في الخارج ثم يعودوا لها بعلمهم وخبرتهم لتستفيد منهم بلادهم‏..‏ وكان هذا هو الخط الذي يجب ان تتبناه لتقدم فكرة لحل مشكلة العنوسة بين النساء والرجال أما الحائط الاسود الذي وضعته حائلا بينهم وبين الامل في حياة بشرية‏..‏ فهذا ليس حلا‏.‏

الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق