الاثنين، 15 فبراير 2010

خالد صالح يقود جيوش المؤمنين ضد المسيخ الدجال


في مسلسل
نحن الآن في المستقبل: يهجم اليهود أتباع المسيخ الدجال على مجموعة من النساء المؤمنات، ومنهن عليا. كانت عليا قد فقدت ابنها الصغير يوسف فى خضم المعارك بين المؤمنين والمسيخ، إلا أن يوسف قاوم غواية المسيخ مقاومة النبي يوسف لامرأة العزيز، وعكف باكيا على قراءة القرآن على مدار أحداث المعركة. إنه العمل الإذاعي «آخر أيام الأرض»، الذي يحكى فى ساعة و16 دقيقة أحداثا متخيلة لنزول المسيخ الدجال للأرض وصراعه مع المؤمنين، معتمدا فقط على المؤثرات الصوتية وأداء الممثلين. فصوت المسيخ الدجال، على سبيل المثال، هو مزيج من صوت ذكورى خشن يتحدث العربية الفصحى، يؤديه هانى القاضى، يصحبه صوت أنثوى ناعم خبيث يتحدث العبرية، تؤديه هالة عجيزة. عليا لم يهزه إيمانها فقدان ابنها يوسف، فقامت بدورها فى شد أزر نساء المؤمنين، ناصحة إياهم بالتماسك ومقاومة الدجال، ومحذرة إياهم من نبوءة النبي محمد «أكثر أتباع الدجال من النساء». تقاوم عليا أتباع المسيخ المهاجمين صارخة «أنا مش حاروح معاكم»، إلا أن مقاومتها لا تجدي نفعا، وعندها يهب فارس شجاع اسمه «فارس» زوج عليا لإنقاذها من براثن المسيخ الشرير. ويرجع بها سالمة لينضم معها إلى كتيبة مقاومي المسيخ الدجال مع «إمام»، الذى أيضا يتطابق اسمه مع صفته، فهو إمام المقاومين. يلعب دور الفارس الممثل هانى عادل، أما عليا فهى حنان ترك، فى حين يقوم خالد صالح بدور إمام. «فضلت إنى أكتب العمل فى شكل إذاعى، لأن الخيال أقوى من أى صورة ممكن أقدمها»، يقولها خالد مهدى، مؤلف ومخرج العمل الدرامى الصوتى «آخر أيام الأرض». يجلس خالد داخل جناح شركة النور للإنتاج الفنى بمعرض الكتاب، وهى الشركة المنتجة للعمل. يحتل الجناح موقعا متميزا، بين المسجد الوحيد بأرض المعارض، وجناح المملكة السعودية، التى كان يزورها في ذات الوقت الشيخ السلفي السعودي عايض القرني، الذي جذب مئات من الزوار الذين أتوا خصيصا لمقابلته. قدمت شركة النور عبر عقد ونصف العقد عشرات الكتب والتسجيلات الصوتية لدعاة جدد مثل عمرو خالد ومصطفى حسنى، ومشايخ السلفية مثل محمود المصري ومحمد حسان، وأزهريين كخالد الجندي. بين كتب وتسجيلات المشايخ السلفيين، و»الجدد» من لابسى البذل الغربية حليقى الذقون، تبدو قائمة الأسماء على غلاف «آخر أيام الأرض»، التى تضم خالد صالح وحنان ترك خروجا عن المألوف فى منتجات الشركة. إلا أن خالد المهدى يرى أن اختيار الممثلين كان به «توفيق من الله»، فهو يقول إن «حنان ترك بها روح التدين القوية التى أضفت الكثير من المصداقية على العمل»، فى حين أن خالد صالح «إنسان رائع ملئ من داخله بالتدين وعنده رغبة حقيقة فى تقديم أعمال مفيدة للجمهور». إضافة بالطبع أنهم «ممثلون رائعون وأسماء كبيرة فى عالم الفن». يتحدث خالد بحماسة عن حبه للجو «الأسطوري» فى القصص الإسلامي، الذي يتميز بالأحداث الدرامية والبناء الروائي الشيق، «إلا أنها واقعية فى ذات الوقت لأنها طبعا حقيقية، فالمسيخ الدجال فعلا هينزل للأرض». يؤكد خالد المهدي أنه اعتمد فى أحداث عمله الدرامي على الأحاديث النبوية الصحيحة. ففى بداية أحداث «الفيلم الإذاعي» يقدم المهدى حديث الجساسة، ورد فى صحيح مسلم، ويحكى قصة التقاء أحد صحابة النبي بشيطانة اسمها الجساسة قادتهم إلى معقل المسيخ دجال فى جزيرة مهجورة مجهولة المكان، والتى يرى الشيخ عايض القرنى أنها تقع فى مثلث برمودة غرب المحيط الأطلنطي، وذلك فى كتابه «مثلث برمودة عرش الشيطان». كما يعتمد العمل الدرامي، والحديث ما زال للمهدي، على وصف الأحاديث الصحيحة للمسيخ، الذى يصفه فى الفيلم بأنه كثيف الشعر حتى إن الناس لا يعرفون وجهه من ظهره، إلا أنهم أيضا يستطيعون رؤية وجهه ذى العين التالفة والجبين، الذى كتب عليه كلمة «كافر»، لكن خيار المؤمنين فقط هم من يمكنهم رؤية الكلمة الفاضحة للحقيقية، فى حين يعجز عن رؤيتها أتباعه. المهدي خريج جامعة الأزهر يقول إن إعجابه بمؤسسة الأزهر قد تضاعف بعد أن وجد منهم تعاونا أثناء التصريح الرقابى للعمل، فأجازوه دون مشكلات.
الشروق - أحمد عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق