الأربعاء، 17 فبراير 2010

مخرج "رسائل بحر" : مشهد "السحاق" جرس إنذار لـ المصريين


برر المخرج المصري داود عبد السيد مشهد الشذوذ الجنسي بين الفتيات (السحاق) في فيلمه الجديد "رسائل بحر" بأنه جرس إنذار للمصريين من انتشاره في المجتمع، ونفى في الوقت نفسه ركوبه موجة الأفلام التي تعتمد على مشاهد الجنس في الموسم الجاري.
وقال عبد السيد إن تناوله قضية السحاق في "رسائل بحر" -الذي يُعرض حاليا بدور العرض- هو شيء من الواقع، خاصة مع عدم إحساس المرأة بالأمان مع الرجل وافتقادها للمشاعر، الأمر الذي يلجئها إلى امرأة مثلها، مشددا على أن "العري يعبر عن البراءة أحيانًا"!.
وتدور قصة فيلم "رسائل بحر" حول يحيى الذي يمتهن الصيد، بعد أن فشل كطبيب بسبب صعوبة النطق التي يعانيها، ويرتبط خلال الأحداث بقصة حب مع نورا (بسمة)، التي يعتقد طوال الفيلم أنها فتاة ليل تبيع جسدها مقابل المال، لكنها في النهاية تقرر العودة له.
ويتناول الفيلم ظاهرة الشذوذ الجنسي بين الفتيات، من خلال كلارا التي ترتبط بعلاقة حبّ مع يحيى في بداية القصة، بعد أن قضيا معًا أجمل أيام الطفولة، لكنها تتخلى عن حبها له بعد أن تتواعد مع إحدى زبائن الأتيليه الذي تمتلكه، وتقوم بممارسة الجنس معها، بعد أن تخلع لها ملابسها وتتطور العلاقة بينهما، لتظهر معها نفس الفتاة مرة أخرى في منزلها لممارسة الجنس مرة أخرى.
وأوضح عبد السيد أن قيامه بوضع يده على قضية السحاق في الفيلم كان بغير إيذاء لمشاعر الجمهور بكل أعماره، لأنه لم يقدم ألفاظا خادشة للحياء أو مشاهد جنسية صريحة، بل قصد من مشهد الشذوذ الذي جمع فتاتين بالسرير هو لفت الانتباه فقط إلى هذا المرض.
وأشار إلى أنه قصد في "رسائل بحر" بعدا دراميا عميقا غير مرتبط بالجنس بل بالحس والوحدة والتشتت، الذي عاشه البطل "يحيي" الذي جسد شخصيته الممثل آسر ياسين.
واعتبر المخرج المصري أن العلاقة بين الفتاة الإيطالية الأصل في الفيلم مع الفتاة الأخرى (المصرية) كانت محاولة للهرب من حبها للبطل يحيى، مؤكدا أن المشهد الذي يجمع بين الفتاتين في السرير من الممكن أن تقوم به أي فتاة في حياتها العادية.
وقال إن أي فتاة من وجهة نظره تنام بجوار صديقتها وهي ترتدي ملابس داخلية دون أي خجل، فالمشهد لم يخرج عن الموجود في حياتنا العادية، مؤكدا أن العري يعبر عن البراءة أحيانًا.
وأوضح أن الفتاة الإيطالية اختارت هذه العلاقة في الفيلم كنوع من الغواية، حتى تتمكن من إنهاء علاقاتها بيحيى، خاصةً أنها كانت مهددة بالطرد من المنزل، وقد قررت العودة مع جدتها لإيطاليا، ولم تكن ترغب في التعلق بمصر وبيحيى، لذا وجدت ضالتها في علاقة جنسية تقيمها مع فتاة أخرى رمت شباكها عليها.
عري ونهاية
عن ظهور بطلات الفيلم بملابس عارية في معظم المشاهد، اعتبر داود ذلك -في حواره مع mbc.net- نوعا من الحرية، مستشهداً بملابس النساء في فترة الستينيات والسبعينيات؛ إذ كن يرتدين ملابس قصيرة ومكشوفة، ولم يكن هناك أي خدش للحياء، ومع ذلك لم تكن هناك نسبة تحرش كالموجودة حاليًا، نتيجة النظرة الخاطئة من المجتمع.
وشدد داود على أنه فضل ترك النهاية مفتوحة في الفيلم، حتى يترك فرصة لخيال المتفرج لوضع النهاية التي يتمناها، وإضفاء المزيد من المشاعر على الفيلم.
أما عن اختياره للممثلة بسمة في ظل رفع الكثير من الفنانات شعار "لا للقبلات"، فقال داود إنه اختارها ليس لتؤدي القبلات لكن لأنها متمكنة من أدواتها أما عن القبلات فهي ضرورية، كما أن الشخصية كانت لفتاة "مومس"، ومجرد الحديث عن بعض المشاهد التي وُظفت لخدمة هذه الشخصية شيء لا يهم لأني لا أريد أن أكون بهذه السطحية.
أما عن أسبقية ترشيحه للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي بدلا من بسمة لتقوم ببطولة الفيلم فأوضح أن أي عمل يكون له أكثر من ترشيح، مشددا على هيفاء فنانة متمكنة، وأتمنى أن يكون هناك عمل مناسب يجمعهما فيما بعد.
للكبار فقط ونعم للقبلات
وعن لافتة (للكبار فقط) -التي اعتلت أفيش الفيلم بدور العرض- أوضح عبد السيد أنه غير راض على الإطلاق عن هذا التصنيف، قائلا إن الرقابة برئاسة سيد خطاب أكدت أن الفيلم يحتوي على مشاهد وقضايا لا يجدي للصغار مشاهدتها، وأنا ضد ذلك لأن الصغار يجب أن يروا أي عمل سينمائي به مثل هذه المشكلات ليتعلموا من الأخطاء التي تحدث.
وتابع "لكن الرقابة في النهاية سلطة بها تعسف كبير على عكس كل دول العالم، التي لا تخضع أفلامها لهذا التعنت الرقابي".

mbc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق