الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

زحف عربي‮ ‬كبير علي دراما رمضان دون مبرر فني


زحف كبير من الممثلين العرب علي دراما رمضان هذا العام‮. ‬وهو وجود‮ ‬غير مبرر مع شديد الاحترام للقومية العربية لأن‮ ‬90٪‮ ‬ممن انقضوا علي المسلسلات المصرية ليس لهم تأثير،‮ ‬ولا نستطيع ان نقول ان وجود واحد منهم اثري الدراما في‮ ‬أي‮ ‬عمل من الأعمال،‮ ‬والمؤشرات تقول ان أي‮ ‬ممثل مصري‮ ‬كان‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يقوم بأداء أي‮ ‬شخصية من هذه الشخصيات،‮ ‬فوجود باسم‮ ‬ياخور في‮ ‬مسلسل‮ "‬حرب الجواسيس‮" ‬لم‮ ‬يضف للشخصية حتي‮ ‬وان كانت لهجته شامية،‮ ‬والدوري‮ ‬تطلب ذلك لأن الدراما المصرية اجتازت حاجز اللهجات منذ زمن بعيد،‮ ‬كما أن اداء،‮ ‬ومفردات،‮ ‬وأدوات باسم‮ ‬ياخور عادية بالمقارنة بالعديد من الممثلين المصريين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فوجوده ليس له دواع درامية أو أدائية‮.‬ وفي‮ ‬مسلسل‮ "‬البوابة الثانية‮" ‬بطولة نبيلة عبيد نجد أن هناك أكثر من ممثل وممثلة منهم نزار أبو زياد،‮ ‬وأعتقد أن المخرج‮ "‬حشرهم‮" ‬لمجرد أن هناك مشاهد من المفروض ان احداثها تجري في‮ ‬فلسطين علي الحدود الاسرائيلية‮.. ‬وفي‮ ‬مسلسل‮ "‬هدوء نسبي‮" ‬هناك أكثر من ممثل منهم عابد فهمي،‮ ‬وبيير داغر،‮ ‬وحسناء سيف الدين،‮ ‬وجواد الجاقردي‮ ‬وغيرهم وكل هؤلاء تمت الاستعانة بهم لمجرد أن الاحداث تدور عن العراق،‮ ‬وفي‮ ‬ادهم الشرقاوي‮ ‬استعان المخرج باللبنانية دولي‮ ‬شاهين رغم أن أي‮ ‬ممثلة أو مطربة مصرية تستطيع أن تؤدي‮ ‬الدور بشكل أكثر حرفية خاصة أن الدور‮ ‬يستدعي‮ ‬وجود وجه مصري‮ ‬مليون في‮ ‬المائة،‮ ‬وليس من المعقول أن مخرجا سواء مصريا أو عربيا‮ ‬يحضر إلينا ونجده‮ ‬يستعين بالاسماء التي‮ ‬تحلو له خاصة أن اغلبهم ليسوا اضافة،‮ ‬ونفس الأمر تكرر في‮ ‬مسلسل‮ "‬الأدهم‮" ‬بطولة احمد عز،‮ ‬والذي‮ ‬تشارك فيه سيرين عبد النور،‮ ‬وفي‮ "‬متخافوش‮" ‬يظهر بعض الأخوة العرب علي استحياء‮.‬ وكذلك الامر في‮ ‬مسلسل‮ "‬حالة خاصة‮" ‬بطولة‮ ‬يسرا والذي‮ ‬نشاهد فيه ممثلا‮ ‬يقال انه أردني‮ ‬أن‮ ‬يقوم بدور الطبيب الذي‮ ‬يعيش في‮ ‬الخليج،‮ ‬هذه بعض الأعمال،‮ ‬وليس كل الأعمال،‮ ‬وبالطبع لن ننسي جمال سليمان في‮ ‬مسلسل‮ "‬أفراح ابليس‮" ‬الذي‮ ‬يقوم فيه بدور الصعيدي‮ ‬للمرة الثانية منذ حضوره لمصر،‮ ‬ووجود جمال لا شك أنه أثري العمل،‮ ‬والدراما المصرية،‮ ‬لذلك لن نستطيع أن نهدر حقه كفنان عربي‮ ‬له بصمته التي‮ ‬حققها خلال فترة قليلة،‮ ‬لكن مانقصده أن هناك زحفا‮ ‬غير مبرر واسماء‮ ‬يتم وضعها دون مضمون،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فهناك علامات استفهام كبيرة نضعها أمام تلك القضية‮.‬ واعتقد أن الدكتور اشرف زكي‮ ‬نقيب الممثلين واجه هذا الأمر منذ عامين تقريبا،‮ ‬ولكن العاصفة‮ ‬يبدو أنها كانت عالية،‮ ‬ولا أعتقد أن كل المشاركين في‮ ‬هذه الأعمال‮ ‬يملكون الأوراق التي‮ ‬اشترطها زكي‮ ‬لوجود أي‮ ‬فنان عربي‮ ‬في‮ ‬عمل مصري،‮ ‬والتي‮ ‬بمقتضاها‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يمنحهم تصاريح العمل اللازمة،‮ ‬وأعتقد أن شركات الانتاج لجأت الي هذه الحيلة لأسباب انتاجية،‮ ‬لأن الاخوة العرب عند قدومهم لمصر في‮ ‬بداية المشوار لا‮ ‬يبالغون في‮ ‬أجورهم بل انهم‮ ‬يتنازلون عن أشياء كثيرة كنوع من الذكاء لكسب ود الشركات المنتجة او المنتجين المنفذين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فالمنتج‮ ‬يريد ممثلا ببلاش لكن المأساة أن هذه الجيوش سوف تتسبب في‮ ‬تراجع مستوي الأعمال فنيا لأن الكثير من العرب مستواهم الفني‮ ‬متواضع،‮ ‬الي جانب أن الممثلين المصريين سوف‮ ‬يعانون من البطالة،‮ ‬اذا لم‮ ‬يخفضوا اجورهم،‮ ‬وبالتالي‮ ‬اصبح الفنان العربي‮ ‬ورقة ضغط علي زميله المصري،‮ ‬عشرات من النجوم المصريين‮ ‬يجلسون في‮ ‬منازلهم بلا عمل،‮ ‬وآخرون‮ ‬يعانون من الفقر‮.‬ هذه القضية لن تتوقف عند الممثلين فقط،‮ ‬هذا العام شاهدنا أيضا مخرجين من سوريا وآخر تونسي،‮ ‬وأهلا بهم إذا كان الداعي‮ ‬فنيا،‮ ‬وفي‮ ‬مجال الموسيقي‮ ‬ايضا فالمنتج‮ ‬يبحث عن المؤلف الموسيقي،‮ ‬والملحن الذي‮ ‬يحصل علي الاجر الأقل دون النظر الي ما‮ ‬يقدمه من قيمة،‮ ‬لذلك هناك اسماء كبيرة ابتعدت،‮ ‬وفي‮ ‬القريب سوف نري اسماء اخري سوف تبتعد،‮ ‬واعتقد أن وزير الاعلام انس الفقي‮ ‬عليه دور خاصة فيما‮ ‬يتعلق بالاعمال التي‮ ‬يقوم بانتاجها قطاع الانتاج،‮ ‬وصوت القاهرة،‮ ‬وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسلات مدينة الإنتاج الاعلامي‮ ‬ومن‮ ‬يقومون بالشراكة معها،‮ ‬لأن القضية اكبر مما‮ ‬يصوره البعض،‮ ‬فالحكاية بدأت بموضة المسلسلات السورية،‮ ‬والآن‮ ‬غزو من الممثلين والموسيقيين العرب والبقية تأتي‮.‬


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق